مـيـرا جـزيـنـي - لـيـبـانـون فـايـلـز
يظلّل عدم اليقين الاستشارات النيابية المقررة اليوم لاختيار رئيس للحكومة في أولى خطوات العهد الجديد.
مع مفارقة لافتة تتمثّل في أن الضياع النيابي والتشتت اللذين شهدهما اليومين الأخيرين فاق بأشواط عدم اليقين الذي سبق جلسة انتخاب الرئيس في ٩ كانون الثاني.
فبعدما ظلّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في الساعات الثماني والأربعين الفائتة، متربّعا وحيدا ومتقدّما على منافسيه...
تغيّرت المعطيات مساء أمس، فارتفعت اسهم القاضي نواف سلام، لكن من دون حسم.
وبدا واضحا أن غالبية الكتل النيابية، وخصوصا تلك التي بادرت إلى تسمية مرشحها في الإعلام، كحال كتلة اللقاء الديمقراطي...
التي عادت لتستدرك فأرجأت القرار حتى اليوم، تخشى الحسم أو تفضّل التريّث في انتظار تلمّس التوجّه السعودي أو أي إشارة تأتي من الرياض.
وهذا أيضا كان حال القوات اللبنانية التي سارعت إلى تبنّي ترشيح كل من النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، قبل اتضاح الصورة..
ومن ثم تقدّم اسم سلام في بورصة الترشيحات، لتعود ليلا مع قوى المعارضة لتسمية الأخير.
ولم تنظر مجموعة من النواب السنة بارتياح إلى ما اعتبرته تسرّعا قواتيا لأنه حصل من دون أي حوار أو تنسيق أو تواصل مع الكتل السنية.
وعلم "ليبانون فايلز" أن ثمة مشاورات سعودية جرت في ساعة متأخرة في بيروت، ستتضّح بموجبها الرؤية لدى الكتل التي تتأثر بتوجّه الرياض.
تماما كما حصل في الساعات الأخيرة التي سبقت جلسة ٩ كانون الثاني.
وقال مصدر واسع الإطلاع إن التريّث حتى موعد الاستشارات هو المرشّح الأبرز لرئاسة الحكومة.
لافتا إلى أن هذا الإرباك انعكس بوضوح على أداء أكثر من كتلة نيابية، وزاد في الغموض حول هوية رئيس الحكومة المقبل.
ويظهر أن عدم اليقين يطال أيضا مرحلة تأليف الحكومة بعدما زاد الحديث عن تباينات حصلت في الساعات الأخيرة لم يكن الثنائي الشيعي مرتاحا لها.
ولا شك أن هذه التباينات في حال صحّ حصولها، ستؤثّر حكما في التوجّه الغالب الذي ستكون عليه الاستشارات النيابية، بما قد لا يصبّ في مصلحة ميقاتي.